الحبيبة الأندلس
لأندلسٍ أغنّي أُغنياتي..................وأُنشدُها أرقَّ مُنَمْنماتي
وأُهدي الشعرَ عِقداً منْ سناها...........تلألأَ نورُهُ في السّاطعاتِ
تحدَّرَ كالجمانِ مِنِ الثنايا...............ثناياكِ العِذابِ الفاتناتِ
فأهديتيهِ لي ماءً زُلالاً.................لترشفَهُ شِفاهُ معلّقاتي
إلى جيدِ الحبيبةِ عِقدُ دُرّي.............يُصاغُ لها بِوَشْيِ مُسمّطاتي
أُعلِّقُهُ على صدرٍ ونهدٍ................تميمةَ عائذٍٍ خوفَ الأذاةِ
وأنثُرُ فُلَّ منثوري عليها...............وأزهارَ المعاني المونقاتِ
أريجَ قصائدي وشذى خطابي..........وماءَ الوردِ سُكَّرَ مفرداتي
وأسكبُ نشوتي في كأسِ وجدي.......وأشربُ باللمى صفوَ الحياةِ
على شطآنكِ استلقى فؤادي...........وفي الأهدابِ تغفو أمنياتي
أتاكِ العاشقُ الولهانُ يحدو............جِمالاً بالحنينِ مُحمّلاتِ
تسربلَ ليلَهُ ترتيلَ وِرْدٍ...............وأبحرَ في الدّعاءِ وفي الصلاةِ
مرافئُكِ الدفيئةُ حدُّ ركضي...........ونيلُ رِضاكِ حدُّ تطلّعاتي
لأجلكِ قد ركبتُ الصعبَ مهراً.......وخارطتي هواكِ وبوصلاتي
عبرتُ إليكِ من شوقي زماناً.........يُعدُّ منَ البحورِ المظلماتِ
فكانَ شذاكِ مجدافي وريحي........ ومرساتي عيونُكِ للنجاةِ
فتيهي فوقَ أهدابي وقلبي...........لأنَّكِ أنتِ أعذبُ أُغنياتي